✒️ أنا المتفلسفة التي تقلق لا تُطمئن
لطالما كنت، ولا أزال، وسأبقى متفلسفةً بالفكر الذي يُزعج، لا يُسَكِّن.
فكرٌ يُقلق ترتيب الأشياء، ويدفعك لإعادة الشتات، لا لمواساة الركود.
أفكارٌ تُخيف في ظاهرها، لكنها لا تُرعب، بل تُحرِّر.
أنا ضد الطبطبة، وضد التلمّس بأعتاب الأستاذية، وضد التراتبية التي تُبقي المعرفة في شكل هرمي كهنوتي،
أنا ضد الكتابة في «منطقة منزوعة السلاح»: الأخلاق، الفكر الإسلامي، ديكارت، الكوجيطو…
أنا مع الخوض في الجوهر، حيث المعنى يرتجف، وحيث الحياة تصبح مشروعًا فلسفيًا لا شرحًا للمتون.
“ما أكتبه مطرقةٌ لمن يرتاح إلى الأصنام؛ فالفِكر الذي لا يُقلق، يُميت.”
— فريدريك نيتشه
أطمح لفلسفة لا تضع نفسها في ظلّ أحد، بل تخلق لغتها ومفاهيمها الخاصة.
لذا لا أكتب على هوامش أفلاطون، ولا أسكن جغرافيا «الإيديا».
بل أرى، كما يرى الدكتور كمال العنزي، أن الحكمة يجب أن تكون أدنوية، واقعية، متألمة، ومع ذلك تقف بشجاعة أمام العدم.
الفلسفة بالنسبة لي ليست ترميمًا للأنظمة ولا تمرينًا في الإخلاص للنموذج،
بل عصيانٌ رمزيّ، ولغةٌ أنثوية تُعيد تسمية العالم بما لم يُسمَّ من قبل.
“لا يُولَد امرؤٌ امرأةً، بل يُصنَع بذلك؛ وكذا الفيلسوفة: تصنع مقامَها بتسميةٍ جديدةٍ للوجود.”
— سيمون دي بوفوار
أنا أكتب بفكر ضدّ السكون، ضدّ الاعتدال، ضدّ المركز، ضدّ الفكرة التي تُرضي فقط.
فلسفتي تُعيد أسئلتنا من تحت الركام.
“حيثما وُجدت سلطةٌ، وُجد حقل مقاومة ينهض في قلبها.”
— ميشيل فوكو
“التفكير فعل نفيٍ لكل يقينٍ مطمئن؛ به نُعيد شتات العالم إلى مسؤوليتنا.”
— حنّة آرنت
وحتى حين أكتب عن الألم، عن الخوف، عن الرهبة، فذلك لا يعني أنني خاضعة لها، بل مفكّكة لها:
“لا يُقهر الخوفُ إلا بفهم سببه؛ إذ المعرفة قوّة تحيل الرهبة تأمّلًا.”
— سبينوزا
أنا أكتب لا لأنني أريد إعادة قراءة ما كُتب، بل لأنني أريد أن أكتب ما لم يُقرأ بعد.
ليس كامتدادٍ لمعلّمي، بل كمجرّدةٍ منهم.
“ليس النص مساحةً منزوعَة السلاح، بل ساحةُ تمرّد علاماتٍ على مَنْ يطلب الطمأنينة.”
— جاك دريدا
لذا لا أقبل أن أكون “كاتبة حواشٍ”، بل “صانعة مشروع”.
مشروع لا يُعيد الفهم، بل يُنشئ معنى جديدًا للحياة:
أن نعيش، وأن نختار، وأن نكتب في زمنٍ يطلب منا الصمت